حققت أسعار الذهب انتعاشًا ملحوظًا من أدنى مستوياتها الأسبوعية عند 3,260 دولارًا، مع تجدد الإقبال على الشراء يوم الخميس. ويعكس هذا الاتجاه تحركات اليوم السابق في الأسواق الآسيوية، مما يشير إلى تحول في المعنويات وسط المناقشات التجارية الجارية.
يتركز اهتمام المستثمرين الآن على المفاوضات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وخاصة الصين واليابان. وتسيطر حالة من التفاؤل الحذر على الأسواق في ظل التطورات الأخيرة المحيطة بالمحادثات التجارية. ويبدو أن الارتفاع الذي شهدته الأسهم العالمية، الذي انطلق في البداية بسبب الموقف الأكثر تصالحية من الإدارة الأمريكية بشأن العلاقات التجارية والاحتياطي الفيدرالي، قد توقف في الوقت الحالي.
في الوقت نفسه، بدأ الدولار الأمريكي في التراجع عن انتعاشه الأخير، حيث يتصارع مع المخاوف التي تؤثر على معنويات المستثمرين. أشارت التقارير إلى أن البيت الأبيض قد يفكر في تخفيض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، ولكن تم الرد على هذه الادعاءات في وقت لاحق من قبل وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي أوضح أنه لا يوجد عرض أحادي الجانب على الطاولة. ويؤكد هذا الأخذ والرد على حالة عدم اليقين التي تحيط بالسياسة التجارية، والتي لا تزال تؤثر بشكل كبير على سوق الذهب.
ومما يزيد الوضع تعقيدًا أن التراجع في مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي لمؤشر مديري المشتريات الأمريكي المركب – الذي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 16 شهرًا – قد أثار المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي المحتمل، مما قد يمهد الطريق لإجراء تعديلات أكثر صرامة في السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي في المستقبل القريب.
بالنسبة للمستقبل، قد تؤثر معنويات الأعمال الألمانية المخيبة للآمال على قوة اليورو، مما قد يزيد من الطلب على الدولار ويضغط على أسعار الذهب. ومع ذلك، تظل المفاوضات التجارية الجارية عاملاً محورياً، حيث أن الرسائل غير المتسقة من إدارة ترامب تخلق بيئة متقلبة.
من وجهة نظر فنية، تبدو التوقعات الحالية للذهب على المدى القصير مواتية للمشترين، حيث يشير مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا إلى زخم صعودي. إذا استمر الاتجاه الصعودي، فقد يتجاوز الذهب مستوى 3,400 دولار في طريقه لتحدي مستويات قياسية بالقرب من 3,500 دولار. وعلى العكس من ذلك، إذا تصاعدت ضغوط البيع، فقد يلوح في الأفق انخفاض نحو المتوسط المتحرك البسيط لمدة 21 يومًا عند 3,175 دولارًا، خاصة إذا انخفض إلى ما دون 3,260 دولارًا.