سجلت أسعار الذهب تصحيحًا صعوديًا بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أيام بالقرب من 3,310 دولار يوم الأربعاء، حيث دخل صائدو الصفقات في ظل تعافي الدولار الأمريكي المتعثر. وقد أثرت البيانات الاقتصادية الرئيسية التي تلوح في الأفق، وتحديدًا مؤشر مديري المشتريات الأولي للأعمال الأمريكي العالمي لمؤشر ستاندرد آند بورز العالمي، على معنويات التداول.
وقد شهد الذهب هذا الأسبوع تقلبات كبيرة هذا الأسبوع، حيث وصل إلى الذروة عند 3,500 دولار قبل أن يتراجع نحو 3,300 دولار. ويُعزى هذا الارتفاع إلى مستويات قياسية إلى حد كبير إلى زيادة قلق السوق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لا سيما في أعقاب الهجمات اللفظية من الرئيس ترامب التي استهدفت رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. ومع تحول القلق من الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى تعليقات ترامب بشأن الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت أسعار الذهب.
ومع ذلك، بحلول يوم الثلاثاء، كان هناك انتعاش قصير للدولار الأمريكي، مدعومًا بتصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أعرب عن تفاؤله بشأن احتمال تهدئة التوترات التجارية مع الصين. وقد أدى ذلك إلى قيام العديد من المستثمرين بجني الأرباح على مراكز الذهب، مما ساهم في تصحيح سعر الذهب بمقدار 120 دولارًا حيث انخفضت الأسعار إلى حوالي 3,380 دولارًا.
وخلال جلسة التداول الآسيوية، انخفض سعر الذهب أكثر من ذلك حيث استجاب المستثمرون لإشارات ترامب المتضاربة بشأن المفاوضات التجارية مع الصين، بما في ذلك اقتراح بأن معدلات التعريفة النهائية ستنخفض بشكل كبير. وعلى الرغم من ذلك، واجه تعافي الدولار الأمريكي مقاومة مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن نوايا ترامب.
وبالنظر إلى المستقبل، تتجه الأنظار نحو بيانات مؤشر ستاندرد آند بورز العالمي لمديري المشتريات التصنيعي والخدمي القادمة، والتي من المتوقع أن تقدم المزيد من المعلومات حول المشهد الاقتصادي الأمريكي. ويمكن أن يؤثر تقرير التصنيع الأكثر قوة على توقعات السوق بشأن التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة الفيدرالية، لا سيما وأن العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي أشارت إلى تراجع طفيف في التخفيضات المتوقعة لهذا العام.
من وجهة نظر فنية، يُظهر الرسم البياني اليومي تراجعًا في مؤشر القوة النسبية (RSI) لمدة 14 يومًا من مستويات ذروة الشراء ولكنه لا يزال ضمن النطاق الصاعد. بينما يستقر السعر فوق مستوى 3,300 دولار، هناك تفاؤل للمشترين. إذا استمر الانخفاض، فقد يظهر الدعم الرئيسي حول المتوسط المتحرك البسيط لمدة 21 يومًا عند 3,163 دولارًا. وعلى العكس من ذلك، إذا استؤنف الزخم الصعودي، فقد يستهدف الذهب الارتفاعات السابقة حول 3,500 دولار.