وقد عززت أحدث أرقام التوظيف في المملكة المتحدة ثقة السوق في الجنيه الإسترليني، حيث كشفت عن نمو قوي في الوظائف وانخفاض ملحوظ في معدل البطالة، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر. وفي حين أظهر نمو الأجور تباطؤًا طفيفًا، بما في ذلك المكافآت، إلا أنه لا يزال أفضل من المتوقع. وبشكل عام، تشير البيانات إلى أن سوق العمل في المملكة المتحدة لا تزال مرنة ولا تتطلب خفضًا فوريًا في أسعار الفائدة.
وفي سياق سياسة أسعار الفائدة، ارتفعت احتمالات التخفيضات السريعة لأسعار الفائدة. ويمكن أن يُعزى جزء كبير من ارتفاع الأسعار في أغسطس إلى ارتفاع غير عادي في تكاليف السفر، حيث أظهرت الأرقام المعدلة موسميًا زيادة بنحو 2% على أساس شهري، وهي أعلى نسبة منذ أوائل عام 2022. ويتماشى هذا الارتفاع مع زيادة الطلب المرتبط بالأحداث الكبرى، مثل سلسلة الحفلات الموسيقية التي أقيمت في لندن، والتي من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران والإقامة.
ويتوقع المحللون عودة أسعار الخدمات إلى وضعها الطبيعي في سبتمبر/أيلول، مع تبدد الارتفاع الاستثنائي في تكاليف السفر. ويشير هذا إلى أن التضخم في الخدمات قد يعود إلى مسار أكثر استقراراً يتماشى مع اتجاهات نمو الأجور. وشهدت مجالات أخرى من التضخم في الخدمات، مثل الترفيه والثقافة، زيادات أبطأ في الأسعار، مما يشير إلى أن ديناميكيات السوق قد لا تدعم الضغوط التضخمية المستدامة.
وبالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع اتباع نهج تدريجي لخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يعزز الجنيه الإسترليني في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، من المهم إدراك المخاطر الناشئة عن خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع، وخاصة إذا جاءت أرقام التضخم أقل بكثير من المتوقع. وقد يؤدي الانخفاض المفاجئ في التضخم إلى انخفاض حاد في قيمة الجنيه الإسترليني، على الرغم من أن هذا السيناريو لا يُنظر إليه حاليًا باعتباره النتيجة الأكثر ترجيحًا.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
