الدولار الأمريكي (USD) يتنقل حاليا بتوازن حساس مع اقترابه من حدود تمدده الزائد. على الرغم من ذلك، لم تقدم التطورات الاقتصادية الحديثة حافزات كبيرة لانحسار مواقع الدولار الطويلة. أدى ظهور بيانات التضخم الأخيرة لشهر أكتوبر إلى تردد السوق بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. كلا مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتج أظهرا زيادة بنسبة 0.3% شهريا، مما يدل على استمرار قوة الضغوط التضخمية بما يكفي لجعل الفيدرالي يبقى حذرا بشأن التحول نحو موقف يميل إلى التيسير النقدي.
التصريحات الأخيرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في دالاس تبدو وكأنها تعزز هذا النهج الحذر، مما دعم الدولار عند إغلاق جلسة التداول في نيويورك. أكد باول على متانة الاقتصاد، وهو ما قد يؤثر على قرارات السياسة النقدية القادمة للبنك المركزي. بعد تعليقاته، تراجعت توقعات السوق بشأن خفض سعر الفائدة في ديسمبر بحوالي 5 نقاط أساس، لتستقر عند 15 نقطة أساس.
تشكل بيانات مبيعات التجزئة القادمة لشهر أكتوبر فرصة أخرى لاختبار مسار الدولار. تشير التوقعات الحالية إلى تباطؤ طفيف في مبيعات التجزئة عبر جميع المؤشرات مقارنة بالشهر السابق، مع استمرار النمو الإيجابي على أساس شهري. إذا جاءت البيانات أقل من التوقعات، فقد يؤدي ذلك إلى رد فعل سلبي على الدولار، على الرغم من أن القوة الأخيرة في المؤشرات الاقتصادية الأمريكية قد خففت من هذا الخطر.
في المدى القريب، يبدو أن تصحيحا للدولار الأمريكي محتمل، مما يدفع إلى توخي الحذر بشأن زيادة الارتفاع الحالي. ومع ذلك، عند النظر في السياق الأوسع، بما في ذلك الاستراتيجيات السياسية المتوقعة من الإدارة الحالية، يظل هناك توقع بأن الدولار سيظهر كعملة قوية هيكليا على المدى الطويل.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن