تستقر أسعار الذهب حاليًا فوق مستوى 3,100 دولار أمريكي بعد جلسة تداول مضطربة تأثرت بالتطورات الأخيرة المتعلقة بالرسوم الجمركية. وقد أدت مخاوف المستثمرين بشأن الركود المحتمل في الولايات المتحدة والتحولات في سياسة الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة الضغط على الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة، مما خلق بيئة مواتية للذهب كأصل آمن. وتماشيًا مع ذلك، تعمل الصين بنشاط على زيادة احتياطياتها من الذهب، مما زاد من دعم سعر المعدن. تميل معنويات السوق إلى استراتيجية “الشراء عند الانخفاضات” طالما أن المتوسط المتحرك البسيط ل 50 يومًا (SMA) عند 2,944 دولارًا أمريكيًا لا يزال قائمًا.
وبعد أن وصل الذهب إلى أدنى مستوى له في شهر واحد عند 2,971 دولار أمريكي، شهدت أسعار الذهب انتعاشًا طفيفًا وسط انتشار العزوف عن المخاطرة في الأسواق. وقد أبرزت التداولات الآسيوية بشكل خاص هذا الطلب على الملاذ الآمن، مدفوعًا بالمخاوف من تصاعد التوترات التجارية والتباطؤ الاقتصادي الذي أثارته تصريحات القيادة الأمريكية. وفي أعقاب فرض الصين تعريفة جمركية انتقامية بنسبة 34% على السلع الأمريكية، يتخوف المستثمرون من الآثار المترتبة على التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
وقد ازدادت التكهنات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، حيث تتوقع الأسواق الآن احتمال خفض الفائدة بنسبة 54% في وقت مبكر من شهر مايو. وتتوقع المؤسسات المالية الكبرى أن يقوم الاحتياطي الفدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في كل اجتماع حتى شهر يناير. وعلى الرغم من تطمينات رئيسة الاحتياطي الفيدرالي بأن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لتغيير أسعار الفائدة، فقد عدّل بنك جولدمان ساكس توقعاته لإجمالي تخفيضات أسعار الفائدة المتوقعة بحلول عام 2025 إلى 130 نقطة أساس، بعد أن كانت توقعاته السابقة 105 نقطة أساس.
وفي الوقت الذي تستوعب فيه الأسواق هذه التطورات، تلقى الذهب أيضًا دفعة من إعلان الصين عن زيادة مستمرة في احتياطيات الذهب الحكومية. ومع ذلك، فإن استمرار تعافي الذهب لا يزال غير مؤكد، لا سيما في أعقاب عمليات البيع الكبيرة التي دفعت المتداولين إلى تصفية مراكزهم في أماكن أخرى. وستعتمد التحركات المستقبلية بشكل كبير على المستجدات المتعلقة بالسياسات التجارية والبيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية. وتشير التوقعات الفنية للذهب إلى أن مراقبة المتوسط المتحرك البسيط لفترة 21 يومًا عند مستوى 3,029 دولارًا سيكون أمرًا حاسمًا للحفاظ على الاتجاه الصعودي، مع التركيز على تجاوز مستوى المقاومة عند 3,100 دولار. وعلى العكس من ذلك، فإن الفشل في الحفاظ على هذا الخط قد يؤدي إلى تراجع نحو 3,000 دولار وربما أقل من ذلك.
