واصلت أسعار الذهب تعافيها حتى يوم الأربعاء، مستفيدةً من الارتداد المتأخر الذي شهدته يوم الثلاثاء بعد أن عانت من انخفاض استمر ثلاثة أيام. يحوم المعدن حاليًا فوق مستوى الدعم الحرج الذي يوفره المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يومًا، حيث يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) أيضًا إلى زخم حذر بالقرب من خط الوسط. تتزامن هذه الحركة الصعودية مع تباطؤ ارتفاع الدولار الأمريكي وسط إشارات جيوسياسية متباينة ومسارات الاقتصاد الكلي غير المؤكدة.
وتحولت معنويات السوق إلى سلبية بعض الشيء في التداولات الآسيوية وسط مخاوف بشأن وقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل، مما أبقى الرغبة في المخاطرة ضعيفة إلى حد ما. وعلى العكس من ذلك، أدى الانخفاض الطفيف في زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني، مدفوعًا بالتعليقات المتشددة من مسؤولي بنك اليابان والبيانات الاقتصادية اليابانية الإيجابية، إلى دعم مكاسب الذهب من خلال تخفيف جاذبية الدولار كملاذ آمن.
علاوة على ذلك، أضافت شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس نبرة متشددة إلى توقعات السوق. على الرغم من أن باول أكد على الموقف الحذر حيث يراقب الاحتياطي الفيدرالي تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، إلا أن تصريحاته دعمت الدولار الأمريكي في البداية. ومع ذلك، أدى التفاؤل المحيط بوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط واحتمالية هدوء المشهد الجيوسياسي إلى ارتفاع معنويات المخاطرة مما قلل من جاذبية الدولار الأمريكي وأسواق الأسهم كملاذ آمن. نتيجة لذلك، شهد الذهب انخفاضًا حادًا إلى حوالي 3,295 دولارًا خلال اليوم قبل أن يرتد فوق مستوى 3,300 دولار.
يركز المتداولون في السوق الآن على بيانات الإسكان الأمريكية القادمة والمزيد من التطورات في توترات الشرق الأوسط. من الناحية الفنية، لا يزال سعر الذهب حساساً لمستويات الدعم؛ فالانزلاق دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يوماً سيفتح الباب لاختبار الدعم السابق عند حوالي 3,297 دولاراً، مع خطر كسره مخاطرة الانخفاض نحو 3,250 دولاراً. وعلى الجانب الصعودي، فإن تجاوز المقاومة عند المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا بالقرب من 3,352 دولار ومستوى تصحيح فيبوناتشي 23.6% عند 3,377 دولار قد يمهد الطريق للتحرك نحو 3,400 دولار.
لا يزال الذهب يعمل كأصل حيوي من أصول الملاذ الآمن، حيث تم تقييمه تاريخيًا لدوره في الحفاظ على الثروة خلال أوقات عدم اليقين الجيوسياسي أو الاقتصادي. وتشهد البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم زيادة في اقتناء الذهب، لا سيما من الأسواق الناشئة مثل الصين والهند وتركيا، مما يؤكد أهمية المعدن كأصل احتياطي. كما أن علاقته العكسية بالدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية تجعل من الذهب عنصرًا حاسمًا في تنويع المحافظ الاستثمارية في ظل تقلب السياسات النقدية والمخاطر الجيوسياسية.
