لقد انخفض زوج العملات اليورو/الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ عدة أشهر، حيث يتراوح حاليا حول مستوى 1.0620، نتيجة لعدة عوامل حاسمة. الدولار الأمريكي مدعوم بديناميات التداول بعد الانتخابات المرتبطة بسياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بينما يزيد عدم اليقين في السياسات الألمانية عبء على اليورو ويدفع سعر الصرف للهبوط. و تساهم المخاوف بشأن فرض رسوم على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة أيضا في زيادة الشعور السلبي حول العملة المشتركة.
في يوم الثلاثاء، قام زوج اليورو/الدولار بتوسيع الأنخفاضات لليوم الثالث على التوالي، مما يعد حركة سلبية رابعة في آخر خمس جلسات تداول. و ترتبط القوة المستمرة للدولار الأمريكي بتوقعات أن إستراتيجيات ترامب لحماية الاقتصاد قد تؤدي إلى زيادة التضخم في المستقبل ، مما يقيد من قدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تنفيذ إجراءات تيسير هامة. تقديرات التسعير السوقي الحالي تشير إلى فرصة تقدر بنحو 65% لتخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساسية في اجتماع اللجنة الفدرالية المفتوحة القادم، مما يرفع عائدات سندات الخزانة الأمريكية ويدعم الدولار.
تضيف الساحة السياسية في ألمانيا طبقة أخرى من التعقيد. فقد تم إقالة وزير المالية كريستيان ليندنر من قبل المستشار أولاف شولتس، مما أزال الحزب الديمقراطي الحر الحافظ للميزانية من التحالف الحاكم، مما زاد من المخاوف بشأن السياسة المالية والإصلاح الاقتصادي. كما يدعو حزب الخضراء، الشريك الذي تبقى ضمن التحالف، الآن إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مما قد يؤدي إلى انتخاب مبكر. و هذا التعثر السياسي يقلل من الثقة في اليورو بشكل أكبر، مما يقترح مزيد من الضغط على زوج العملات اليورو/الدولار.
حيث يبحث التجار عن اتجاه، سيتطلعون عن كثب إلى المؤشرات الاقتصادية القادمة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك الألماني النهائي وتقرير توقعات الثقة الاقتصادية زى اى دبليو . و بالإضافة إلى ذلك، ينتظر المشاركون في السوق بفارغ الصبر كلمات رئيسة من المسؤولين بمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم للمستهلكين الأمريكيين القادمة، التي ستشكل على الأرجح التوقعات بشأن القرارات المستقبلية بشأن معدلات الفائدة. نظرًا للظروف الراهنة، قد تكون أي محاولات للتعافي في زوج العملات قصيرة وينظر لها على أنها فرص للبيع.
و من الناحية التقنية، يشير مؤشر القوة النسبية إلى إمكانية حركة دبية إضافية، مع التوقع بدعم كبير متوقع عند مستوى 1.0600. وفي حال استمرار الضغط البيعي، ستكون المستويات الداعمة التالية للمراقبة عند 1.0540 والمستوى النفسي 1.0500. بالمقابل، إذا شهد الزوج زخمًا صاعدًا، يتم العثور على المقاومة الفورية حوالي 1.0660-1.0665، مع مزيد من المقاومات عند 1.0700 وإمكانية للارتفاع نحو مستوى 1.0800 إذا تم اختراق منطقة 1.0725-1.0730.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
