شهد سوق الكربون في الاتحاد الأوروبي بداية قوية لهذا العام، حيث ارتفعت الأسعار إلى أكثر من 82 يورو للطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بعد أن بلغ متوسطها 67 يورو للطن طوال عام 2024. وقد أدت الفترة الأخيرة من انخفاض الرياح في جميع أنحاء أوروبا إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء، وبالتالي زيادة الطلب على تصاريح الكربون.
ومن بين العوامل المساهمة في ارتفاع الطلب على مخصصات الكربون النقص في إنتاج الطاقة المتجددة، وخاصة في ألمانيا. وإلى جانب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي، أدى هذا الوضع إلى ارتفاع أسعار الكهرباء، لتتجاوز 100 يورو لكل ميغاواط/ساعة في يناير/كانون الثاني. وعلاوة على ذلك، أشعل هذا السيناريو مناقشات متجددة حول المزايا الاستراتيجية للبنية الأساسية للربط الكهربائي في مناطق معينة من أوروبا.
على مدار شهر يناير/كانون الثاني، تجاوزت أسعار الغاز القياسية في أوروبا باستمرار 50 يورو لكل ميغاواط/ساعة، مدفوعة بعمليات سحب أسرع من المتوقع من مرافق التخزين والمخاوف المتزايدة بشأن واردات الغاز الطبيعي المسال وسط التوترات التي تؤثر على التدفقات من الولايات المتحدة إلى ماليزيا. وقد أدت هذه العوامل إلى تكثيف المخاوف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي وتداعياتها على سوق الطاقة.
في حين من المتوقع أن يتضاءل الارتفاع الحالي في أسعار الطاقة مع انتعاش طاقة الرياح وزيادة مساهمات الطاقة الشمسية، تظل توقعات أسعار الغاز الطبيعي مرتفعة للعام المقبل. يشير هذا التوقع إلى تأثير مستدام على أسواق الطاقة. تشير التوقعات إلى أن أسعار الطاقة الأساسية في ألمانيا قد تبلغ في المتوسط حوالي 90 يورو لكل ميغاواط في الساعة، في حين قد يبلغ متوسط أسعار الكهرباء في إسبانيا 66 يورو لكل ميغاواط في الساعة خلال عام 2025. تعكس الديناميكيات داخل قطاع الطاقة تفاعلات معقدة بين توليد الطاقة المتجددة وأسعار الوقود الأحفوري ومتطلبات السوق، مما يشير إلى التطور المستمر لمشهد الطاقة الأوروبي.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
