شهدت أسعار الذهب انتعاشًا يوم الاثنين، حيث عاودت تركيز الانتباه على عتبة 2,900 دولار بعد أن ارتدت من أدنى مستوياتها الأخيرة. وكان هذا الزخم الصعودي مدفوعًا بانخفاض الدولار الأمريكي، حيث أدى اقتراح وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا إلى تحفيز التفاؤل في السوق. وعلى الرغم من هذا الانتعاش، لا يزال سعر الذهب دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 21 يومًا عند 2,895 دولارًا، على الرغم من أن مؤشر القوة النسبية اليومي يشير إلى اتجاه صعودي.
ويأتي تجدد الاهتمام بالذهب في ظل تفاعل المتداولين في آسيا بشكل إيجابي مع التطورات المحيطة بالهدنة المحتملة في أوكرانيا، والتي تقودها فرنسا والمملكة المتحدة. وقد غيرت هذه المبادرة الدبلوماسية من معنويات السوق، وطغت على التوترات الناجمة عن تفاعلات الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي. كما التزم القادة الأوروبيون أيضًا بصياغة مقترح سلام فيما يتعلق بالصراع الدائر، مما زاد من تفاؤل السوق.
وقد اكتسب اليورو قوة بسبب هذه الجهود الدبلوماسية، مما أدى إلى الضغط على الدولار الأمريكي وبالتالي رفع سعر الذهب، الذي يتم تسعيره بالدولار الأمريكي. وبالإضافة إلى ذلك، تحسنت معنويات المخاطرة نتيجة لبيانات التصنيع القوية غير المتوقعة من الصين، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات (Caixin) نموًا فاق توقعات السوق.
وعلى الرغم من الانتعاش القوي في سوق العملات الرقمية، بقيادة البيتكوين ، إلا أن تراجع الدولار الأمريكي قد دعم انتعاشًا متواضعًا في أسعار الذهب بعد أسبوع اتسم بضغوط بيع كبيرة. ومع ذلك، فقد أدت المعنويات الإيجابية في السوق إلى انخفاض الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، مما أدى إلى ارتفاع العوائد التي قد تحد من المزيد من المكاسب للذهب.
وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن يستمر الذهب في جذب الاهتمام مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الوشيكة على كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ في 4 مارس. قد تؤدي احتمالية زيادة تقلبات السوق والانتقام التجاري إلى زيادة دعم الذهب كأصل آمن. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر الإصدارات القادمة مثل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي ISM التصنيعي المزيد من فرص التداول لمستثمري الذهب.
من من منظور التحليل الفني، ارتد الذهب من مستوى الدعم القوي حول منطقة 2,835 دولار، مع التركيز الآن على الحفاظ على الزخم فوق المتوسط المتحرك البسيط لفترة 21 يومًا عند 2,895 دولار. إذا تم اختراق هذا المستوى، فقد تشمل الأهداف الذروة الأخيرة عند 2,930 دولارًا وربما أعلى مستوى على الإطلاق عند 2,956 دولارًا. وعلى العكس من ذلك، قد يستلزم الفشل في الثبات فوق مستوى 2,850 دولارًا إعادة النظر في منطقة الدعم عند 2,835 دولارًا، مع مزيد من الانخفاضات التي تشكل مخاطر على عتبة 2,800 دولار.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
