كانت بداية الأسبوع إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب، حيث بدت مستقرة فوق الـ 2500 دولار وسط المخاوف المتزايدة جراء تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. يأتي الارتفاع الحالي في الأسعار عقب ارتفاع متواصل، مع اقتراب الأسعار من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2532 دولار. هذا الزخم الصاعد يأتي نتيجة لتسجيل المعدن الثمين زيادة لأسبوعين متتاليين، مما يعكس اهتماماً قوياً من قبل المشترين.
العوامل الأساسية التي تدفع المشاعر الإيجابية في سوق الذهب هي انخفاض الدولار الأمريكي وتراجع عوائد السندات الأمريكية، نتيجة للإشارات السلبية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. في تصريحات أدلى بها رئيس البنك هذا الشهر، تم التأكيد على بدء دورة تيسير ابتداءً من سبتمبر، مع التأكيد على أن توقيت وطبيعة الخفض في أسعار الفائدة المستقبلية سيتوقفان على تطور الأوضاع الاقتصادية. مع تزايد التوقعات بقرار خفض الفائدة، أصبح بيئة الدخل الثابت أقل جاذبية، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل بدون عائد.
كما أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة المرتبطة بالأعمال العسكرية في الشرق الأوسط تزيد من الطلب على الذهب. نفذت إسرائيل مؤخرًا ضربة جوية كبيرة على حزب الله عقب هجوم صاروخي على أهداف إسرائيلية، مما زاد من المخاوف من توسع دائرة الصراع. كما تزيد المناقشات المستمرة حول وقف إطلاق النار من جاذبية الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الراهنة.
من الناحية التقنية، يبدو أن الذهب مستعد للمزيد من المكاسب. يتداول المعدن الثمين بشكل مريح فوق مستوى المقاومة المهم الذي تحول إلى دعم عند 2470 دولار بعد تأكيد الخروج من نمط المثلث المتماثل. يشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى توقعات إيجابية، مع قراءات فوق الـ50 توحى بإمكانية حركة صعودية إضافية.
للحفاظ على اتجاه الذهب الصاعد، يجب أن يتجاوز المستوى الأعلى له عند 2532 دولار ومن ثم يضمن الاستقرار فوق 2550 دولار، مما قد يمهد الطريق لاختبار مستوى 2600 دولار. ومع ذلك، إذا انخفضت الأسعار، سيتم مراقبة مستويات الدعم الفورية عن كثب. قد يؤدي انخفاض الأسعار أدنى 2500 دولار إلى الدفع نحو الانكماش باتجاه القاع المنخفض الذي سجله الأسبوع الماضي عند 2485 دولار، مع دعم كبير عند 2470 دولار قد يتم اختباره.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن