سجلت أسعار الفضة انتعاشًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى حوالي 32.50 دولارًا خلال جلسة التداول الأوروبية يوم الثلاثاء. ويأتي هذا التعافي في مواجهة العديد من التحديات الكبيرة، بما في ذلك التوقعات السائدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحافظ على أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة طويلة، والتفاؤل بشأن تسوية سلمية محتملة بين روسيا وأوكرانيا، وتهدئة المخاوف المحيطة بالرسوم الجمركية على الواردات من الولايات المتحدة.
وتشير التصريحات الأخيرة الصادرة عن العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الإيمان القوي بفعالية السياسات النقدية الحالية، والتي يدعمها النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة، والضغوط التضخمية المستمرة، وسوق العمل المتوازن. وسلط أحد المحافظين الضوء على الحاجة إلى مزيد من التأكيد على أن الجهود الجارية لخفض التضخم سوف تثبت نجاحها قبل النظر في أي تعديلات على السياسة النقدية.
من الناحية الفنية، قد تشكل المشاعر السائدة بشأن أسعار الفائدة الثابتة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي تحديات للمعادن الثمينة، بما في ذلك الفضة. بالإضافة إلى ذلك، قد تعمل آفاق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا على قمع المكاسب المحتملة للفضة. إن الإعلان عن مفاوضات السلام بين البلدين، والتي دعا إليها الرئيس الأمريكي، يخفف تقليديًا من جاذبية الأصول الآمنة مثل الفضة.
وعلاوة على ذلك، تبدو توقعات السوق بشأن التعريفات الجمركية الوشيكة أقل ترويعاً مما كان يُعتقد في السابق. ولم تقدم تعليقات الرئيس الأخيرة استراتيجية تفصيلية للتعريفات الجمركية، مما أدى إلى تكهنات بأن هذه التدابير قد لا يتم تنفيذها إلا بعد أبريل/نيسان. ويشير هذا التأخير إلى أنه قد يكون هناك متسع من الوقت لإجراء مناقشات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة.
ورغم الارتفاع، تواجه أسعار الفضة مقاومة عند 32.55 دولار، وهو مستوى رئيسي تم الوصول إليه في وقت سابق من فبراير. ويظل الاتجاه العام إيجابيا، حيث يشير المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يوما إلى زخم صعودي حول 31.70 دولار. كما يعكس مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يوما أيضا معنويات صعودية قوية، في حين يوجد مستوى دعم حاسم عند 31.26 دولار، مع مقاومة كبيرة عند أعلى مستوى في أكتوبر عند 33.90 دولار.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن