سعر النفط الخام من ويست تكساس انترميديت (دابليو تي آي) يشهد اتجاهًا صاعدًا، حيث تم تداوله مؤخرًا بحوالي 75.50 دولار للبرميل. يُرجع هذا الارتفاع في الأساس إلى المخاوف المتزايدة من التوريد التي تنبعث من الشرق الأوسط. من بين المشكلات الرئيسية تعطلات التوريد في ليبيا بسبب المواجهة السياسية وقرار العراق بخفض مستويات إنتاجه.
في ليبيا، أصبحت الحالة حرجة حيث تم إغلاق أكثر من نصف إنتاج النفط في البلاد، وهو ما يعادل حوالي 700،000 برميل يوميًا. أدى توقف التصدير في موانئ مختلفة مباشرة إلى الصراعات المستمرة بين الفصائل السياسية المتنافسة. يقترح المحللون أن ترتفع خسائر إنتاج ليبيا إلى ما بين 900،000 و 1 مليون برميل يوميًا، مع احتمالية استمرار هذه التعطيلات لعدة أسابيع، مما يزيد من المخاوف في السوق العالمية للنفط.
وفي الوقت نفسه، فإن العراق أيضًا يعتزم تقليل إنتاج النفط الخام، مما يقلل من مستويات الإنتاج إلى ما بين 3.85 مليون و 3.9 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من الشهر المقبل. يأتي هذا القرار بعد أن تجاوز العراق حصته من الإنتاج المحددة بموجب منظمة الدول المصدّرة للبترول (أوبك) وحلفائه. مع تواجه هاتان الدولتان تحديات إنتاجية، تدعو المخاوف من التوريد النفطي الشامل إلى زيادة الأسعار.
ولكن من الممكن أن يعوق تباطؤ الطلب العالمي إمكانية احتفاظ أسعار خام غرب تكساس الوسيط بزخمها الصعودي. وتساهم المخاوف بشأن المشهد الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط، في خفض توقعات الطلب على النفط. وفي المقابل، أظهرت الولايات المتحدة علامات على نمو اقتصادي متواضع، وهو ما غرس بعض التفاؤل بين المستثمرين. وأشارت البيانات الأخيرة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الأميركي نما بمعدل سنوي بلغ 3.0% في الربع الثاني، متجاوزاً التوقعات السابقة.
وقد ينبع الدعم الإضافي لأسعار خام غرب تكساس الوسيط من تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وتشير الإشارات الصادرة عن المسؤولين الماليين إلى احتمال التحول نحو تخفيف السياسة النقدية، وذلك استجابةً إلى حد كبير لتباطؤ معدلات التضخم وارتفاع معدلات البطالة. وقد يؤثر هذا التطور بشكل أكبر على ديناميكيات السوق في الأسابيع المقبلة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن