يواجه الجنيه الإسترليني حاليًا ضغوطًا كبيرة مقابل الدولار الأمريكي، حيث يتداول بالقرب من 1.2400، وهو مستوى لم نشهده منذ أكثر من ثمانية أشهر. ويعزى هذا الانخفاض إلى حد كبير إلى إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه من المرجح أن ينفذ تخفيضات أقل في أسعار الفائدة على مدار العام. ووفقًا لأحدث التوقعات، من المتوقع أن يصل سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 3.9٪ بحلول نهاية عام 2025، وهو أعلى بشكل ملحوظ من توقعات سبتمبر البالغة 3.4٪.
وبالتوازي مع ذلك، ساهمت قوة الدولار الأميركي في هذا الوضع، حيث وصل مؤشر الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في عامين تقريباً، مدفوعاً بمزيج من بيانات سوق العمل المواتية والتفاؤل الاقتصادي الأوسع نطاقاً. والجدير بالذكر أن طلبات إعانة البطالة الأولية انخفضت إلى 211 ألف طلب، وهو أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر، مما يشير إلى قوة سوق العمل في الولايات المتحدة.
في حين يراقب المستثمرون عن كثب المؤشرات الاقتصادية، من المقرر صدور مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي لشهر ديسمبر، مع توقعات بثباته عند 48.4. وهذا يعني أن نشاط التصنيع يستمر في الانكماش بمعدل ثابت.
في المملكة المتحدة، يواجه الجنيه الإسترليني تحديات اقتصادية أكبر، كما يتضح من بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ستاندرد آند بورز جلوبال / سي آي بي إس المخيبة للآمال والتي أشارت إلى انخفاض حاد في نشاط التصنيع، حيث انخفض إلى 47.0 من 47.3 في البداية. وأشار التقرير إلى انكماش واسع النطاق في مختلف القطاعات، مما أثار المخاوف بشأن الصحة العامة للاقتصاد.
وبالإضافة إلى نقاط ضعف الجنيه الإسترليني، تتزايد التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يفكر في خفض أسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس هذا العام. ويؤثر مزيج تدهور معنويات الأعمال وارتفاع الضغوط التضخمية بشكل خاص على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تكافح تحت وطأة تكاليف التشغيل المتزايدة. وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يجد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي الدعم حول أدنى مستوى سجله في أبريل عند 1.2300، في حين نرى المقاومة عند المستوى النفسي المهم عند 1.2500.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن