شهد الدولار الأمريكي فترة من التماسك يوم الجمعة بعد أن شهد انخفاضًا ملحوظًا يوم الخميس. ويعزى هذا التحول في معنويات السوق إلى القرارات الأخيرة التي اتخذها كل من بنك اليابان وبنك إنجلترا بالحفاظ على أسعار الفائدة الحالية، مما دفع المتداولين إلى إعادة تقييم قيمة الدولار. وقد تحرك مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة العملة، خارج نطاق التداول الضيق السابق، مما يشير إلى احتمال حدوث المزيد من الانخفاضات في الأسبوع المقبل.
بعد انخفاض كبير في القيمة، تداول الدولار الأمريكي بشكل مستقر نسبيًا يوم الجمعة. جاء انخفاض يوم الخميس في أعقاب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ببدء دورة من تخفيضات أسعار الفائدة، لينضم إلى البنك المركزي الأوروبي والعديد من المؤسسات الأخرى في هذه الاستراتيجية. وعلى النقيض من ذلك، اختار بنك إنجلترا وبنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مما وضع ضغوطًا على الدولار الأمريكي مقابل كل من الجنيه الإسترليني والين الياباني.
في ظل قلة البيانات الاقتصادية التي صدرت في الولايات المتحدة يوم الجمعة، أصبح لدى المشاركين في السوق مجال لإعادة تقييم مواقفهم بعد أسبوع من التقلبات. ولكن الأسبوع المقبل يحمل في طياته العديد من المؤشرات الاقتصادية الحاسمة، بما في ذلك بيانات الناتج المحلي الإجمالي النهائية للربع الثاني ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم.
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم، فإن جني الأرباح واضح في أعقاب الارتفاعات الأخيرة التي أعقبت قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. وتعكس الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية خسائر، وإن كانت متواضعة، حيث لم يتجاوز متوسط الانخفاضات 0.5%. وفي الوقت نفسه، تظل توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في المستقبل بارزة؛ إذ تبلغ احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي 59.3%، مع إمكانية خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس في وقت قريب.
أما بالنسبة لعائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، فهي تقع حاليًا عند 3.71%، وهو مستوى يقع بشكل مريح ضمن نطاق التداول لهذا الأسبوع. ويمر مؤشر الدولار الأميركي الآن بمنعطف حرج؛ حيث قد يشير الإغلاق الأسبوعي دون مستوى 100.62 إلى مزيد من الانخفاض. وفي حين يظل الحد الأعلى عند 101.90، فإن أي تحرك دون المستوى المنخفض الأخير يمثل مخاطر قد تدفعه إلى الانخفاض نحو مستويات الدعم السابقة التي شوهدت آخر مرة في يوليو/تموز 2023.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن