تقدم أرقام الناتج المحلي الإجمالي الصادرة مؤخرًا للمملكة المتحدة صورة مختلطة، حيث اقترح بعض المحللين توقعات أكثر تفاؤلاً مما كان متوقعًا في البداية للربع الرابع. ومع ذلك، فإن هذا الأداء الإيجابي على ما يبدو يُعزى إلى حد كبير إلى ارتفاع كبير في المخزونات، وهو عامل معروف بتقلبه وارتباطه المحدود بالصحة العامة للاقتصاد. والجدير بالذكر أن إنفاق المستهلكين ظل راكدًا خلال هذه الفترة.
وعلى النقيض من ذلك، شهد الاستثمار التجاري انخفاضًا كبيرًا، على الرغم من المؤشرات الواعدة في وقت سابق من العام. كما كانت مساهمة التجارة الصافية مخيبة للآمال، مما ساهم في السرد الاقتصادي الخافت. ويضع هذا المزيج من العوامل ضغوطًا إضافية على الحكومة لتحديد مجالات الادخار في الميزانية. توقع مكتب مسؤولية الميزانية، الذي يشرف على اللوائح المالية، في السابق نموًا اقتصاديًا بنسبة 0.4٪ للربع الرابع، ولكن من المرجح أن يحتاج إلى مراجعة توقعاته المفرطة في التفاؤل بنمو 2٪ لعام 2025.
كان رد الفعل في سوق الصرف الأجنبي واضحًا، حيث انخفض سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني بمقدار 20 نقطة بعد إصدار البيانات. تشير هذه الحركة إلى أن المستثمرين قد يحتاجون إلى إعادة تقييم آثار الأرقام الأخيرة، حيث من المحتمل أن يتخلى الجنيه الإسترليني عن بعض مكاسبه الأخيرة. يبدو أن معنويات السوق تتجه نحو نظرة سلبية للجنيه الإسترليني في الربع الثاني القادم، مع توقعات بأن سعر صرف اليورو مقابل الجنيه الإسترليني قد يجد مستوى دعم في نطاق 0.8300 إلى 0.8350 في الأمد القريب.
وبشكل عام، ورغم أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي تشير إلى بعض المرونة، فإن الظروف الاقتصادية الأساسية تشير إلى العديد من التحديات الكبيرة التي قد تعيق النمو على المدى الطويل.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن