شهد زوج العملات يورو/فرنك سويسري انخفاضًا طفيفًا مع تقدم جلسات التداول يوم الجمعة، مما يعكس تحليل السوق لبيانات مؤشر أسعار المستهلك المنسق لمنطقة اليورو (إتش آي سي بي) الأخيرة لشهر نوفمبر. ضعفت قيمة اليورو، حيث لم يفعل تقرير التضخم الكثير لتغيير التوقعات المحيطة بحركات أسعار الفائدة المستقبلية من قبل البنك المركزي الأوروبي (إي سي بي)، وهو عامل مهم يؤثر على تقييمات العملات الأجنبية. وفي الوقت نفسه، شهد الفرنك السويسري مكاسب طفيفة في أعقاب بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الأقوى من المتوقع، على الرغم من أن هذه المكاسب كانت معتدلة بسبب التعليقات الأخيرة من رئيس البنك الوطني السويسري.
انخفض زوج اليورو/الفرنك السويسري، الذي يتداول حول مستوى 0.9300، وسط الكشف عن أن البنك المركزي الأوروبي قد يدرس خفض أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر/كانون الأول، حتى مع أرقام التضخم التي جاءت متوافقة مع التوقعات العامة. وعادة ما تعمل أسعار الفائدة المنخفضة على ثني تدفقات رأس المال إلى منطقة اليورو، مما يضع ضغوطاً إضافية على اليورو، في حين تلقى أداء الفرنك السويسري دعماً من البيانات الاقتصادية السويسرية التي تشير إلى مسار نمو أكثر قوة.
في نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين المنسق الأولي لمنطقة اليورو بنسبة 2.3% على أساس سنوي، بارتفاع طفيف عن 2.0% في أكتوبر/تشرين الأول، وهو التغيير الذي يعزو المحللون أساسًا إلى التأثيرات الأساسية وليس إلى زيادة حقيقية في التضخم. تحدث هذه الظاهرة عندما يؤثر انخفاض التضخم في العام السابق على الزيادة المئوية في العام الحالي. ورغم أن بعض خبراء الاقتصاد يؤكدون أن التضخم العام مستقر، فإنهم يتوقعون العودة في نهاية المطاف إلى هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2%، مما يتيح المجال لمواصلة تخفيف السياسة النقدية.
وعلاوة على ذلك، يفرض المشهد السياسي في أوروبا مخاطر، وخاصة فيما يتصل بالقرارات المالية التي تتخذها فرنسا. وتشير التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء ميشيل بارنييه في دفع التخفيضات الضرورية في الميزانية إلى نقاط ضعف أساسية في الإطار المالي الفرنسي، مما يتسبب في اتساع الفوارق في العائد بين سندات الحكومة الفرنسية والسندات الألمانية بشكل كبير.
وعلى الصعيد السويسري، ورغم نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.0% على أساس سنوي في الربع الثالث ــ متجاوزاً التوقعات ــ فإن التأثير المتوقع لهذه البيانات الإيجابية كان خافتا. وتميل معنويات السوق نحو خفض أسعار الفائدة المحتمل من جانب البنك الوطني السويسري، مدفوعة بتعليقات رئيسه بشأن أسعار الفائدة السلبية. ويستمر هذا المزيج من البيانات الاقتصادية وخطابات البنوك المركزية في تشكيل المشهد النقدي في المنطقة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
