واجه البيزو المكسيكي انخفاضات كبيرة في أعقاب تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك. وتهدف هذه الخطوة إلى معالجة المخاوف بشأن الهجرة غير الشرعية والاتجار بالمخدرات، وخاصة من الكارتلات القوية المتورطة في إنتاج مواد غير مشروعة مثل الفنتانيل. وردًا على هذا الإعلان، انخفض البيزو بنحو 1.25%، ليصل إلى قيمة 20.75 بيزو مقابل الدولار الأمريكي، وهو انخفاض عن مستوى الإغلاق السابق البالغ 20.31.
تُعَد المكسيك شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة، حيث بلغت الواردات الثنائية 454.8 مليار دولار في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة عن العام السابق. وإذا دخلت التعريفات الجمركية المقترحة حيز التنفيذ، فمن المتوقع أن يتضاءل الطلب على المنتجات المكسيكية، مما يزيد من الضغوط الهبوطية على قيمة البيزو.
وتتفاقم معاناة البيزو بسبب التوقعات المحيطة بخفض أسعار الفائدة المحتمل من جانب بنك المكسيك. فقد أشارت البيانات الأخيرة إلى تباطؤ التضخم، وهو ما قد يؤدي إلى اتباع نهج أكثر عدوانية في خفض أسعار الفائدة في الاجتماعات المستقبلية. وبشكل عام، قد تؤدي أسعار الفائدة المنخفضة إلى إضعاف جاذبية العملة لدى المستثمرين الأجانب، مما يؤدي إلى تفاقم تدفقات الأموال إلى الخارج.
وقد سلطت التقارير الأخيرة الضوء على انخفاض معدل التضخم الرئيسي في المكسيك إلى 4.56% على أساس سنوي في النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات السوق. وفي وقت سابق من الأسبوع، شهد البيزو بعض التعافي مقابل الدولار في أعقاب الأخبار التي وردت عن اختيار ترامب لوزير الخزانة سكوت بيسنت، المعروف بسياساته المالية المحافظة. ومع ذلك، كان هذا الزخم الإيجابي قصير الأجل وسرعان ما انعكس.
من الناحية الفنية، يشهد زوج العملات الدولار الأمريكي/البيزو المكسيكي حاليًا تقلبات ضمن نطاق قصير الأجل، ويتأرجح بين 19.70 و20.80 بيزو. قد يشير الاختراق فوق أعلى مستوى للنطاق عند 20.80 إلى تحول نحو اتجاه أكثر صعودًا، في حين قد يؤدي الفشل في الاختراق إلى العودة نحو الطرف الأدنى من هذا النطاق، مما يشير إلى استمرار عدم الاستقرار للبيزو في المستقبل.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن