يشهد مؤشر الدولار الأمريكي (دي إكس واي) انخفاضًا لليوم الثاني على التوالي، على الرغم من أن الخسائر تبدو مقيدة. ويستمر التحول الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو موقف أكثر تشددًا في دعم عائدات السندات المرتفعة في الولايات المتحدة، مما يعزز المشاعر الصعودية تجاه الدولار. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تحد التوترات الجيوسياسية المستمرة والمخاوف بشأن النزاعات التجارية من مدى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، حيث تعمل هذه العوامل على تعزيز الطلب على أصول الملاذ الآمن.
حاليًا، يتداول مؤشر الدولار الأمريكي عند نطاق 108.70-108.65، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 0.25% خلال اليوم. ويأتي هذا الانخفاض في المؤشر بعد ذروته الأسبوع الماضي، والتي سجلت أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022. وعلى الرغم من هذا الانخفاض الحالي، تشير البيانات الاقتصادية الأساسية إلى توخي الحذر من قبل المتداولين المتشائمين، مما يشير إلى مشهد مالي أكثر دقة.
وتشير البيانات الأخيرة إلى أن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي الصادر عن معهد إدارة التوريدات ارتفع من 48.4 إلى 49.3 في ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يشير إلى مرونة الاقتصاد وإمكانية النمو. ويتماشى هذا الزخم الإيجابي مع التوقعات المحيطة بتأثير السياسات التوسعية المقبلة، وهو ما يعزز قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتبني نهج أقل عدوانية لخفض أسعار الفائدة في المستقبل. والجدير بالذكر أن العائدات على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل مايو/أيار، وهو ما يعزز المشاعر الإيجابية للدولار.
وفي الوقت نفسه، تعمل التحديات الجيوسياسية الممتدة، ولا سيما تلك المتعلقة بالصراع الدائر في أوكرانيا والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، على الحفاظ على الاهتمام بالدولار باعتباره أصلاً آمناً. وقد يدفع احتمال المزيد من انخفاض الدولار بعض المستثمرين إلى النظر في فرص الشراء المحتملة، وخاصة مع صدور بيانات اقتصادية أميركية حاسمة في المستقبل، بما في ذلك تقرير الوظائف غير الزراعية في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وفي الوقت الحالي، يراقب المشاركون في السوق أيضاً القراءات النهائية لبيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في الولايات المتحدة وطلبات المصانع للحصول على رؤى إضافية حول الاتجاهات الاقتصادية.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن