صدر تقرير من شركة بي سي آيه ريسيرش يشير إلى تدهور آفاق الأسواق الصينية، مشيرًا إلى نقص التدابير الفعّالة للتحفيز من الحكومة والحالة غير المستقرة المستمرة في العلاقات السينو-أمريكية، مما ساهم في توقع اقتصادي متشائم. بينما تحتفظ الشركة بموقف محايد تجاه الصين وأسواق آسيا الناشئة الأخرى، إلا أنها تعتقد أن بكين هدرت فرصة لإجراء تغييرات كبيرة في سياساتها الاقتصادية، مما يجعلها عُرضة لمختلف التحديات المستقبلية.
المشهد الاقتصادي في الصين أصبح أكثر تعقيدًا بسبب زيادة الاضطرابات الاجتماعية وزيادة سياسة الحماية الغربية. أشار المحللون إلى أن الاتجاه السياسي الحالي يشير إلى استعداد بكين للانخراط في صراعات استراتيجية أعمق في شرق آسيا. هذه البيئة تثير الشكوك بين المستثمرين بشأن الأصول الصينية الكبرى، مع توجيه الشركة نصيحة بالتبني لنهج أكثر حذرًا.
ولم تنجح الاجتماعات السياسية الرئيسية التي عقدها الحزب الشيوعي الصيني في يوليو/تموز، بما في ذلك الدورة الكاملة الثالثة ومناقشات المكتب السياسي، في بث الثقة بين المستثمرين. والواقع أن مبادرة حديثة تتألف من عشرين نقطة وتهدف إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي لم تكن كافية لمعالجة المخاوف الاقتصادية الأوسع نطاقاً التي تواجه الأمة. ومن المتوقع أن تتخذ السياسة الخارجية الصينية منعطفاً أكثر عدوانية في المستقبل القريب، وهو ما قد يزيد من نفور المستثمرين الأجانب، وخاصة إذا ساءت الظروف الاقتصادية.
الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة لعام 2024 تضيف طبقة أخرى من الشكوك نحو الصين، حيث تشير الاستطلاعات الأولية إلى منافسة متقاربة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. من المحتمل أن تؤدي إمكانية فوز ترامب إلى مزيد من السياسات التجارية الصارمة ضد الصين، بينما قد تتبنى هاريس موقفًا أكثر وفاقًا. ومع ذلك، فإن النهج الثنائي الأمريكي العام تجاه الصين يشير إلى استمرار التدابير العدوانية، مما يخلق خطر التصاعد في التوترات الجيوسياسية.
وعلى الرغم من تصنيفها الحيادي للصين والأسواق الناشئة، فقد صنفت بي سي آيه ريسيرش المنطقة على أنها شديدة الخطورة بسبب التهديدات الجيوسياسية المتزايدة المتوقعة في الأشهر الثمانية عشر المقبلة. ويشير أداء السوق الأخير إلى بيئة مليئة بالتحديات، حيث تكبدت مؤشرات مثل شنغهاي شينزين سي إس آي 300 وشنغهاي المركب خسائر كبيرة، واقتربت من أدنى مستوياتها في ستة أشهر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المؤشرات الاقتصادية المحبطة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن