مع تحرك زوج العملات يورو/دولار أمريكي حول مستوى 1.0300، يظل المشاركون في السوق في موقف حذر، في انتظار صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر ديسمبر. ومن المتوقع أن يعطي تقرير التوظيف الرئيسي، المقرر صدوره في الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش، معلومات مهمة عن معنويات السوق فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة المحتمل من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تشهد القوى العاملة في الولايات المتحدة إضافة نحو 160 ألف وظيفة في ديسمبر/كانون الأول، وهو ما يمثل انخفاضاً عن 227 ألف وظيفة تم الإعلان عنها في نوفمبر/تشرين الثاني. ومن المتوقع أن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.2%، وأن يرتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.3%، بانخفاض طفيف عن نمو الشهر السابق الذي بلغ 0.4%. وستكون هذه المؤشرات حاسمة في تشكيل التوقعات بشأن السياسة النقدية التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي، وخاصة مع استعداد المتداولين لتعديلات محتملة في أسعار الفائدة استجابة لظروف سوق العمل المتطورة.
في الوقت الحالي، يظل مؤشر الدولار الأمريكي مستقرًا فوق عتبة 109.00 بقليل. وعلى الرغم من التركيز على بيانات الوظائف غير الزراعية، فإن مرونة الدولار الأمريكي يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى التطورات السياسية، بما في ذلك التلميحات من الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن حالة طوارئ اقتصادية وطنية محتملة وخطط فرض تعريفات جمركية على الواردات والتي قد تؤثر على الحلفاء والخصوم على حد سواء.
وعلى النقيض من ذلك، أظهر اليورو قوة نسبية مقابل أغلب العملات ــ باستثناء الين الياباني ــ على الرغم من توقعات المتداولين بخفض أسعار الفائدة أربع مرات من قِبَل البنك المركزي الأوروبي على مدار العام. ويبدو أن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي يستجيبون لضغوط تضخمية يمكن السيطرة عليها، على الرغم من التوقعات بارتفاع طفيف في الأسعار في ديسمبر/كانون الأول.
يبدو أن التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو قاتمة، وهو ما يعزز احتمالات المزيد من خفض أسعار الفائدة. كما قد تؤثر المخاوف بشأن احتمال نشوب صراع تجاري مع الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب بشكل كبير على قطاع التصدير في منطقة اليورو.
من الناحية الفنية، يظل زوج اليورو/الدولار الأميركي في وضع أعلى من مستوى الدعم الحاسم عند 1.0200. ورغم أن التوقعات تبدو هبوطية في الغالب، وهو ما يشير إليه متوسط التحرك الأسي المتراجع على مدار 20 أسبوعًا، إلا أن هناك مجالًا لاحتمال التعافي، خاصة وأن مؤشرات الزخم الأخيرة تظهر ظروفًا بيعية مفرطة. وقد يكون الدعم التالي عند حوالي 1.0100، في حين قد تواجه الجهود الصعودية مقاومة بالقرب من أعلى مستوى سجله الزوج في 6 يناير عند 1.0437.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
