تشير أحدث بيانات شهر مايو إلى ضعف في قطاع التصنيع في الولايات المتحدة، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي (ISM) إلى 48.5، وهو ما يقل عن التوقعات التي كانت تتوقع رقمًا قدره 49.5. وهذا هو الشهر الثالث على التوالي الذي يشهد انكماشًا في قطاع التصنيع. وقد أثارت النتائج المخاوف بشأن الصحة العامة للاقتصاد الأمريكي، مما ساهم في تراجع الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أدنى مستوى له في سبعة أسابيع.
وشهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا في أعقاب قرار منظمة أوبك وحلفائها بالإبقاء على زيادة الإنتاج، حيث من المقرر أن يرتفع الإنتاج بمقدار 411,000 برميل يوميًا في شهر يوليو. وقد قدم هذا القرار الدعم للدولار الكندي، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار السلع الأساسية. ويشهد زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي تداولات دفاعية، حيث يحوم حول مستوى 1.3715 خلال الجلسة الآسيوية المبكرة.
ومما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي، إعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن خطط لمضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، بدءًا من يوم الأربعاء. وقد أثارت هذه الخطوة حالة من القلق بين منتجي الصلب العالميين وزادت المخاوف من نشوب حرب تجارية. وقد أدت استجابة السوق لهذه المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية إلى زيادة اتجاه انخفاض الثقة في الاقتصاد الأمريكي، مما دفع المتداولين إلى إظهار موقف أكثر تجنبًا للمخاطرة.
وبالنظر إلى المستقبل، من المقرر أن يصدر في وقت لاحق من اليوم تقرير الوظائف الشاغرة واستطلاع معدل دوران العمالة (JOLTs)، والذي قد يقدم المزيد من الأفكار حول ديناميكيات سوق العمل. كما أن تقرير الوظائف في القطاعات غير الزراعية الأمريكية لشهر مايو/أيار، والذي من المتوقع أن يشير إلى نمو الوظائف بمقدار 130,000 وظيفة، هو أيضًا تحت المراقبة عن كثب، لا سيما وأنه من المتوقع أن يستقر معدل البطالة عند 4.2%. قد يؤدي تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع إلى تعزيز الدولار، مما قد يخفف من بعض الضغوط الهبوطية التي شهدها.
باختصار، ومع وجود إشارات متضاربة من قطاع التصنيع والتعديلات الوشيكة على التعريفات الجمركية، يميل المتداولون في السوق إلى توخي الحذر أثناء تعاملهم مع المشهد الاقتصادي الحالي.