سجل الجنيه الإسترليني مكاسب كبيرة مقابل نظرائه الرئيسيين في أعقاب بيانات مبيعات التجزئة الإيجابية من المملكة المتحدة لشهر يناير. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بزيادة ملحوظة بنسبة 1.7% في مبيعات التجزئة لشهر يناير، بعد انكماش بنسبة 0.6% في ديسمبر. وكان المحللون يتوقعون معدل نمو أكثر تواضعا بنسبة 0.3%. وارتفعت المبيعات على أساس سنوي بنسبة 1%، متجاوزة التوقعات رغم أنها لا تزال أقل من نمو العام السابق بنسبة 2.8%.
ومن المرجح أن يؤثر هذا الأداء المتفائل لقطاع التجزئة على معنويات السوق، مما يدفع المتداولين إلى إعادة النظر في توقعاتهم بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا، وخاصة في ضوء ارتفاع التضخم وأرقام نمو الأجور القوية. وقد أثارت المؤشرات الاقتصادية الأخيرة، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك الذي جاء أعلى من المتوقع، تساؤلات بالفعل حول موقف بنك إنجلترا المتساهل قبل اجتماع السياسة النقدية في مارس/آذار.
ورغم البيانات الإيجابية لمبيعات التجزئة، لا يزال الحذر يحيط بتوقعات الجنيه الإسترليني، ويرجع هذا في المقام الأول إلى المخاوف التي عبر عنها محافظ بنك إنجلترا بشأن آفاق النمو الاقتصادي لهذا العام. وكان البنك المركزي قد خفض في السابق توقعاته للناتج المحلي الإجمالي إلى 0.75%، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين بشأن النمو في الأمد البعيد.
في التعاملات الأوروبية، وصل الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.2680 تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أعلى مستوى له في شهرين. واكتسب زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي زخمًا مع تراجع الدولار الأمريكي، متأثرًا بميل المستثمرين إلى المخاطرة. وعلى الرغم من أن مؤشر الدولار الأمريكي شهد ارتفاعًا طفيفًا، إلا أنه ظل بالقرب من أدنى مستوياته منذ بداية العام، مما يشير إلى استمرار معاناة العملة وسط الظروف الاقتصادية المتغيرة.
ويترقب المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية لشهر فبراير/شباط من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث يبحثون عن إشارات أخرى بشأن صحة الاقتصاد واتجاه السياسة النقدية. ويشير الارتفاع الأخير للجنيه الإسترليني إلى أنه قد يستمر في مواجهة مستويات مقاومة أثناء محاولته عبور هذه التطورات.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن
