حافظت أسعار الذهب على ارتفاعها القوي فوق مستوى 3,450 دولارًا في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، بعد ارتفاع ملحوظ بنسبة 3% يوم الاثنين. وجاء هذا الاتجاه الصعودي مدعومًا بالانتقادات المستمرة من الرئيس السابق ترامب بشأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وتزايد المخاوف بشأن استقرار النظام المالي الأمريكي. وعلى الرغم من الزخم الصعودي، يُحذر المحللون من أن الذهب قد يشهد تراجعًا مؤقتًا حيث تُظهر المؤشرات الفنية ظروف ذروة الشراء.
ومع مرور اليوم الثاني من المكاسب، يستمر الذهب في جذب المشترين الحريصين على اختراق الحاجز النفسي البالغ 3,500 دولار. ويبدو أن الانتقادات التي وجهها ترامب كان لها تأثير كبير على ما يبدو، حيث قللت من معنويات المستثمرين تجاه الدولار الأمريكي الذي كان يُنظر إليه تقليديًا كملاذ آمن. وقد أدت تصريحات الرئيس السابق حول ضرورة قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة إلى زيادة المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي الوشيك، لا سيما في ضوء الشكوك الحالية المحيطة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفي مواجهة هذه التحديات، يتزايد حذر المستثمرين من الدولار الأمريكي. وتشير تعليقات ترامب إلى استراتيجية محتملة لتوجيه اللوم إلى الاحتياطي الفيدرالي على الصعوبات الاقتصادية المرتبطة بسياساته التجارية، مما قد يقوض استقلالية البنك المركزي وفعاليته المتصورة.
وبالنظر إلى المستقبل، في حين أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب يعكس قوة دافعة الشراء القوية، هناك تكهنات بأن المتداولين قد يجنون الأرباح تحسبًا لتقارير الأرباح الأمريكية الهامة من الشركات الأمريكية البارزة، بما في ذلك تسلا وألفابيت. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع مؤقت في أسعار الذهب، وهو ما قد يراه بعض المستثمرين فرصة لدخول السوق.
من من منظور فني، قد يجد أي انخفاض في أسعار الذهب دعمًا حول مستوى 3,400 دولار، مع مزيد من الدعم عند 3,329 دولارًا وأدنى مستوى في أبريل/نيسان عند 3,284 دولارًا. إذا استمر الاتجاه الصعودي، فإن الأهداف التالية للذهب ستشمل مستوى 3,500 دولار، يليه مستوى 3,550 دولارًا كحد نفسي. هذا التفاعل الديناميكي بين معنويات السوق والمؤشرات الفنية يمهد الطريق لما يمكن أن يكون فترة مليئة بالأحداث بالنسبة لمتداولي الذهب.